نبذه عن حياة الشهيد علي عبد الباري القدرة

مواضــيع اخـــرى

الشهيد المجاهد علي عبد الباري القدرة

2/25/2009


ميلاد ونشأة

ولد شهيدنا المجاهد علي عبد الباري إبراهيم القدرة "أبو ليث "بتاريخ 24/1/1981م، بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث عاش وترعرع في كنف أسرة فلسطينية مؤمنة صابرة تعود جذورها إلى مدينة "يافا" عروس فلسطين، مكوّنة من أحد عشر فردا بالإضافة إلى والديه.

تلقى شهيدنا علي مراحل تعليمه" الأساسية والإعدادية والثانوية" في مدارس أبو ظبي بدولة الإمارات العربية، ثم توجه إلى باكستان لاستكمال تعليمه الجامعي، فالتحق بكلية الهندسة والاتصالات بجامعة "حيدر أباد" في عام 1999م، وبعد حصوله على شهادة البكالوريوس قرر العودة إلى ارض الوطن من اجل المساهمة في بنائه وإعماره، غير أن الاحتلال أقدم على اعتقاله على معبر رفح البري لمدة تجاوزت السبعة أشهر ليخرج من الأسر ضمن صفقة التبادل التي أبرمها حزب الله مع الكيان الصهيوني مطلع علم 2004م.

عمل شهيدنا بعد خروجه من السجن في العديد من الأعمال، قبل أن يلتحق بجهاز الشرطة برتبة ملازم اول.

وشهيدنا علي متزوج وقد رزقه الله بطفلين وهما: ليث وشهد.

صفات وأخلاق

الحقيقة أن الحديث عن صفات وأخلاق شهيدنا "أبو ليث" يطول كما حدثنا شقيقه محمد قائلاً :" لقد كان الشهيد علي رجل قليل ما تجد مثله، لا يتحدث إلا لما فيه الخير والصلاح، مقبلاً على الله راضياً بقسمته وعدله ملتزماً بتعاليم دينه الحنيف".

وأضاف "لقد كان شقيقه ملتزما بتعاليم الإسلام أثناء دراسته في باكستان من خلال تعرفه على العديد من الشباب الفلسطينيين الملتزمين، وعند عودته إلى أرض الوطن ظل محافظاً على الصلاة وخاصة صلاة الفجر وقراءة القرآن وإتباع الهدي النبوي الشريف في كافة أموره الحياتية".

فيما تحدث زياد الأسطل عن أخلاق الشهيد قائلاً :" إن الشهيد علي رجل حبوب افتقدناه، لقد قدم رحمه الله جل وقته وماله وكل ما يملك من أجل إعلاء كلمة الله ونصرة دينه ورفع الظلم عن أبناء جلدته".

وأوضح الأسطل انه لم يرى الشهيد علي يوماً متعصباً لفكرة أو حزب بقدر ما كان متعصباً لهمّ أمته الإسلامية الذي ظل يشغله حتى اللحظات الأخيرة من حياته". مضيفا أن الشهيد كان يمتع بصفات عديدة أهمها "الشجاعة والذكاء الخارق و دقة الملاحظة والإقدام".

مشواره الجهادي

لقد ظلت فلسطين حاضرة في وجدان شهيدنا علي القدرة، رغم البعد وألم الفراق، فطالما بكى واشتعل غيظاً عندما كان يرى عبر شاشات التلفاز ما يقوم به العدو الصهيوني من انتهاك واعتداء سافر بحق أبناء شعبنا، كما حدثنا شقيقه البكر نضال من دولة الإمارات عبر الهاتف، مؤكداً أن ظلم الاحتلال الصهيوني وغطرسته هو ما دفع شقيقه لامتشاق سلاحه وجهاد على بني صهيون رغبة في الدفاع عن شرف وعزة أمته المسلوب.

وقد انضم شهيدنا أبو الليث إلى صفوف لجان المقاومة الشعبية في مطلع عام2004م، من ثم التحق بالجناح العسكري لألوية الناصر صلاح الدين في عام 2005م، حيث حرص طوال فترة عمله في الألوية على السرية والكتمان والبعد عن مواطن الشبهات والتباهي، وقد تلقى خلال جهاده العديد من الدورات العسكرية المتطورة، وخاصة دورات إعداد و تصنيع العبوات الناسفة.

ويسجل لشهيدنا مشاركته الفاعلة في التصدي للاجتياحات الصهيونية وقصف المغتصبات الصهيونية بالصواريخ.

على موعد مع الشهادة

لقد كانت الأيام الأخيرة من حياة شهيدنا "أبو ليث" مزدحمة ومكتظة، فلم يعد أمامه وقت لينعم بالجلوس مع والديه وزوجته وأطفاله، لكي يسعدوا برؤيته، وتقول والدته الحاجة أم نضال بكلمات امتزجت بالدموع والحزن على فقدانه " كنت أتوقع في كل لحظة تلقي نبأ استشهاد فلذة كبدي الذي كان يغيب عن البيت لفترات طويلة نظرا لطبيعة عمله في المقاومة".

وقبل ساعات من استهدافه قام الشهيد علي بدعوة أحد أصدقائه لتناول طعام الغداء الذي طلب من والدته أن تعده له، ثم طلب من والدته قبل خروجه الدعاء له بالتوفيق كما اعتاد عند خروجه، لتستقبل تلك الأم الملكومة بعد ساعات نبأ استهدف فلذتها ورفيقه بصاروخ أطلقته طائرة الاستطلاع الصهيونية أثناء قيادتهم لدراجة نارية، مما أدى إلى إصابته إصابة بالغة مكث على أثرها في قسم العناية المكثفة حتى كان له ما تمنى ليلة الاثنين الموافق 16/2/2009م، ليلتحق بركب الشهداء مع الشهداء والنبيين والصديقين، ولا نزكي على الله أحد

رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته

الله يرحمك يا ابو ليث

الله يرحم الشهيد وان شاء الله مثواه الجنة.........